لقاء آخر ..على اليابسه
لقاء آخر .. على اليابسه
هو محطم تماما , اعتزل الكثير و هجر الكثير , فى الضاحيه البعيده جنوب القاهره شقته الصغيره منظمه و مفروشه بذوق ..
حجرة مكتبه أهم أجزاء البيت .. يخرج صباحا للتريض ثم العمل .. يعود متأخرا ليقرأ و يسمع الموسيقى و ينام .. يزوره أولاده كل أسبوع تقريبا ..هى جارته , هى و ابنتها الطفله وحيدتين تماما .. منظمه جدا .. صارمه جدا .. مظهرها يبعد الطامعين فى الأنثى لأميال , لا تبتسم أبدا حتى التحيه بالمصادفه تصبح صعبه .
يعود متأخرا فى ليله .. يجدها مع ابنتها على باب شقتهما المفتوح , الصغيره تبكى و الأم منفعله .. لا أحد مستيقظ أو مهتم فى هذه الساعه
بجديه شديده مساء الخير - يتسائل متحفظا مبديا أقصى قدر من الأحترام وهو ينظر للطفله الباكيه خير ياهانم ؟
بتردد متحفظ للغايه .. و محاوله لثبات الصوت ترد عليه دون النظر ألى عينيه
القطه ولدت على باب الشقه من جوه .. و بتبخ فينا كل مانحاول ندخل .. - بابتسامه متحفظه جدا ..
و بحنان شديد ينظر لعينى الطفله الباكيه .. بسيطه .. لحظه بس أدخل شنطتى .. - يفتح باب شقته و يلقى بحقيبته فى الداخل .. و يلتفت متقدما للمرأه و الطفله الباكيه ..بعد أذنك .. - تفسح له محتضنه الطفله التى كفت عن البكاء بعد ما شعرت بالأمان لوجود نموذج الرجل خلال هذه الأزمه
..القطه رابضه داخل البيت على بعد خطوه من الباب .. اذنيها مدفوعتين للخلف و انيابها بارزه .. تحتضن بين سيقانها قطتين حديثتى الولاده .. مازال بعض الدم يغطيهما ..يتقدم بهدوؤ .. و ثقه .. يركع على ركبته أمام القطه التى تبدأ فى الفحيح الهجومى الشرس .. الخدعه القديمه تفلح دائما .. يمد يده اليسرى ناحية القطه راسما قوسا بذراعه .. يقترب بيده من رأس القطه و يبعدها ببطء .. تنظر القطه ألى اليد التى تقترب منها مهدده .. و عند ابتعاد اليد تمد القطه رأسها مهاجمه أصابع اليد اليسرى التى تتحرك فى استفزاز ..و حين ينصرف تركيز القطه كلية ألى يده اليسرى .. و بخبرة و سرعة الملاكم القديم يمد يده اليمنى التى كان يخفيها وراء ظهره .. و يمسك بمؤخرة رقبة القطه ... و يرفعها ككيان لا حول له و لا قوه و باليد اليسرى يطوى السجاده الصغيره على المولودتين .. ينظر للمرأه التى سارعت بأخفاء نظرة الارتياح و بعض الأعجاب ممكن آخدهم عندى ؟؟ -
.. ينظر للصغيره المبهوره و التى بدأت فى الأبتسام الآن مع بقايا دموع على خديها ويكرر السؤال ممكن ؟؟ - ترد الأم بتحفظ لكن بشىء من اللطف ..طبعا .. بس هايوسخولك البيت
..القطه رابضه داخل البيت على بعد خطوه من الباب .. اذنيها مدفوعتين للخلف و انيابها بارزه .. تحتضن بين سيقانها قطتين حديثتى الولاده .. مازال بعض الدم يغطيهما ..يتقدم بهدوؤ .. و ثقه .. يركع على ركبته أمام القطه التى تبدأ فى الفحيح الهجومى الشرس .. الخدعه القديمه تفلح دائما .. يمد يده اليسرى ناحية القطه راسما قوسا بذراعه .. يقترب بيده من رأس القطه و يبعدها ببطء .. تنظر القطه ألى اليد التى تقترب منها مهدده .. و عند ابتعاد اليد تمد القطه رأسها مهاجمه أصابع اليد اليسرى التى تتحرك فى استفزاز ..و حين ينصرف تركيز القطه كلية ألى يده اليسرى .. و بخبرة و سرعة الملاكم القديم يمد يده اليمنى التى كان يخفيها وراء ظهره .. و يمسك بمؤخرة رقبة القطه ... و يرفعها ككيان لا حول له و لا قوه و باليد اليسرى يطوى السجاده الصغيره على المولودتين .. ينظر للمرأه التى سارعت بأخفاء نظرة الارتياح و بعض الأعجاب ممكن آخدهم عندى ؟؟ -
.. ينظر للصغيره المبهوره و التى بدأت فى الأبتسام الآن مع بقايا دموع على خديها ويكرر السؤال ممكن ؟؟ - ترد الأم بتحفظ لكن بشىء من اللطف ..طبعا .. بس هايوسخولك البيت
معلش .. بس فى البرد ده هايموتوا لو سبناهم على السلم .. - تبتسم الأم لأول مره فى وجهه ..دون النظر المباشر لعينيه .. و تتمتم بالموافقه .. الطفله ترفع رأسها لأمها بصمت مندهش .. يشعر هو بغريزة الأب أن الطفله تتسائل عن مصير قططها ..
ماتعيطيش بقى يا أموره .. و أول ما يكبروا هاقوللك عشان تلعبى معاهم .. - تبتسم الطفله الآن و تلتصق بجانب أمها بفرح .. تصبحوا على خير .. -
بعد أسبوعين
يقابلها فى لحظه دخوله من باب المبنى .. هى قادمه مع أبنتها من السوبر ماركت تحمل أكياس لمؤنة الشهر ..مساء الخير - مساء النور - ينظر للصغيره ..القطط بتوعك كبروا و بقوا بيعرفوا يمشوا .. - تضحك الصغيره قافزه ..ممكن ألعب بيهم يا عموا ؟؟ - طبعا يا حبيبتى .. دول قططك .. - أنت سميتهم أيه ؟ - و الله مافكرتش لسه أنتى أبقى سميهم لما تشوفيهم .. -
تتقافز حول أمها المحمله بأكياس ثقيله .. أروح ألعب مع القطط يا ماما .. و النبى .. و النبى.. الأم المثقله بالأكياس و هو يحاول حمل البعض عنها قائلا عنك يا مدام تقول أنتى لازم تتعشى و تنامى .. انتى سهرتى النهارده كتير
بعد أسبوعين
يقابلها فى لحظه دخوله من باب المبنى .. هى قادمه مع أبنتها من السوبر ماركت تحمل أكياس لمؤنة الشهر ..مساء الخير - مساء النور - ينظر للصغيره ..القطط بتوعك كبروا و بقوا بيعرفوا يمشوا .. - تضحك الصغيره قافزه ..ممكن ألعب بيهم يا عموا ؟؟ - طبعا يا حبيبتى .. دول قططك .. - أنت سميتهم أيه ؟ - و الله مافكرتش لسه أنتى أبقى سميهم لما تشوفيهم .. -
تتقافز حول أمها المحمله بأكياس ثقيله .. أروح ألعب مع القطط يا ماما .. و النبى .. و النبى.. الأم المثقله بالأكياس و هو يحاول حمل البعض عنها قائلا عنك يا مدام تقول أنتى لازم تتعشى و تنامى .. انتى سهرتى النهارده كتير
يرد و البنت الصغيره بدأت تتقافز بالقرب منه الآن كأنها ترجوه تعزيز طلبها عند أمها الصارمه تلعب شويه مع القطط لحد ماتحضريلها العشا .. و بعيدن يا مدام انا ممكن أعملها عشا .. حتى تنورنى بدل ما أتعشى لوحدى ..و ينظر للطفله التى تعلقت بيده الآن.. و مازالت تتقافز مرحا .. بس بقى مافيش لعب بالقطط ألا لما تاكلى كل عشاكى .. - تومىء الطفله فرحا أن نعم
الأم شبه مستسلمه .. طيب بس ماتتأخرش و ماتقولش مش عاوزه أنام .. يفتح بابه و تدخل الطفله .. و يساعد الأم فى فتح بابها لتدخل مشترواتها ..
هو و الطفله يجلسان على الأرض قرب بابه المفتوح .. و يمسك بيده طبق به بعض السندويتشات التى أعدها .. يطعم الطفله بيده .. و هى تلتهم طعامها مستمتعه .. و تداعب القطط فى نفس الوقت ,, الأم تطرق بخفه على الباب المفتوح .. تبتسم .. ثم تقول .. متهيألى كفايه بقى أنتى لعبتى كتير .. ننام بقى ..؟الطفله المطيعه و بتشجيع من عمو و تذكير بوعدها .. حاضر .. تنهض لأمها .. ثم تعود خطوتين .. تلقى بقبله على خد عمو الطيب .. يبتسم للأم .. و تبتسم هى له .. و هى تبتعد بعينيها بعد نظره خاطفه مباشره لعينيه ..بعد عدة أسابيع ..يوم جمعه .. يعود بعد الصلاه بصحبة أبنه و أبنته من عند أمهما .. لقضاء الزياره الأسبوعيه معه فى البيت .. على السلم .. الطفله تفتح الباب .. ابنته المراهقه تحب الطفله تحتضنها .. الأم تظهر من خلف الباب .. تحيات .. سلامات .. ابنته المراهقه تحتضن الطفله .. و تدعوها للعب مع القطط .. و الغذاء معهم .. الأم تقول أنه لا لزوم للتعب فقد جهزت الأكل بالفعل للطفله .. الأبنه المراهقه
..ياطنط سيبيها تتغدى معانا .. أنا باحبها قوى و الله .. اقولك تعالى أنتى كمان اتغدى عندنا .. - يلتقط هو خيط الحديث ضاحكا ببساطه ..
لأ تتغدى عندنا ده أيه ؟ مش قالت عندها أكل انا حتى شامم ريحة ملوخيه .. تجيب الملوخيه و تيجى تغدينا هى ضحكات متباسطه .. المراهقه تسحب الطفله المتقافزه فرحا لداخل بيته لتلعب مع القطط .. و يبقى بابه مفتوحا .. و بابها أيضا ..بعد ساعه تقريبا .. الجميع فى منزله و الأبواب مفتوحه .. أبنه تطوع بعمل الشاى بعد الغذاء .. الطفله تجلس بجوار المراهقه تحتضن القطط .. و هو و هى .. يجلسان على مقعدين متجاورين .. انتظارا للشاى .. و الحديث العائلى ..عدة أسابيع أخرى .. خلال أجازة نصف العام .. يتكرر الغذاء .. بترتيب مسبق هذه المره .. أحضر معه من ألأسكندريه سمك و جمبرى و كابوريا و هى طبختهم .. و تغذى الجميع عنده .. بعد الغذاء دعوه منه بألحاح من ألأطفال ( ابنته و ابنه و ابنتها ) يخرجوا جميعا فى سياره واحده لتناول الحلوى و التمشيه قليلا ..بعد سويعات .. المراهقه تمشى مع الجاره .. يتفرجان سويا على فاترينات الحريمى فى السوق التجارى و يتناجيان حول أشياء و بضائع لا يرغبان فى الحديث عنها أمام الرجال ( الجار و ابنه ) .. هو يمسك بالطفله و هى تتناول الأيس كريم و يتفرجان على أبنه الذى على وشك المراهقه وهو فى محل ألعاب الفيديو يوم جمعه آخر .. هو و اولاده يدعوان الجاره و ابنتها لرحلة سفارى قريبه .. فى وادى دجله .. المحميه الطبيعيه القريبه من المنزل .. شواء بسيط و لعب حتى الأنهيار .. طيارات ورق .. جمع حطب .. أشعال نار قرب المغرب .. العوده منهكين .. ثم دعوه على فناجين الكاكاو الساخن أثناء مشاهدة فيلم .. فى منزلها ..فى أجازة الصيف .. سافر أولاده مع أمهم ألى الساحل الشمالى .. و الطفله أيضا ذهبت لزيارة عمتها فى الأسكندريه لأسبوع .. . أتصال تليفونى هذه المره .. لا يذكر من أتصل بمن .. شكوى من الوحده بدون ألأطفال .. و أرهاق العمل فى الصباح .. ثم بجرأه محببه .. يدعوها على العشاء فى بيته .. تأتى ..موسيقى ناعمه جدا .. شمع فى أركان المنزل .. باقة ورد اشتراها صباحا توزعت فى فازات فى الصاله .. عشاء بسيط لكنه محبب .. هى حضرت بزى محتشم لكنه يظهر أنوثتها هذه المره .. هو أصر على ارتداء ملابس شبه رسميه أظهارا للأحترام و حفاظا على الأمان الذى قدمه لها من قبل بعد العشاء .. مشروب دافىء حميم .. و حديث متواصل .. صوتهما آخذ فى الأنخفاض .. و هدوء للأنصات للموسيقى .. و نظره من البلكونه المفتوحه للجبل البعيد و الليل الهادىءالموسيقى دى رائعه .. -فعلا .. متهيألى دى لأغنيه مشهوره .. -أيوه .. جو داسان .. -ياااااه .. كنت باحبها قوى زمان .. و تسرح فى الفضاء خارج البلكونه -تنتهى الأغنيه .. يعيدها مره أخرى ..و يرفع صوت الموسيقى بعض الشىء .. تزداد ابتسامتها دون أن تنظر أليه .. ينهض مقتربا منها .. يمد يده لها .. تنظر بتساؤل .. يستمر فى مد يده .. تمد يدها و هى جالسه على استحياء ..تستقر يدها الرقيقه فى يده الممدوده ..ترقصى ؟؟ -ما اعرفش .. و بعدين .. اصلى .. يعنى أنا مش متعوده .. -يبتسم و يده مازالت تحتوى يدها ..- .....................بعدين مش مفروض أصلا أكون معاك هنا .. يعنى .. دلوقتى .. -محتضنا يدها بيده برقه .. و أبتسامته تتسع بحنان ..و فى عينيه ذات النظره الأبويه التى نظرها
لطفلتها حين كانت خائفه من القطه الشرسه
.. (اصل .. يعنى . ( تبتسم و تنظر للأرض تخفى ابتسامة الرضا .. -يجذبها برقه .. تنهض .. يجذبها بهدوء الى صدره ..أصلى .. يعنى مش باعرف أرقص .. -يحتوى كيانها بين ذراعيه .. و الموسيقى تتغلغل فى خلاياهما معا .. تذيبهما .. .. الآن تنظر فى عينيه مباشرة .. تغرقها نظراته الحانيه .. و تذيبه نظراتها الرقيقه .. و الموسيقى تنساب حولهما ..بعد عام .. فى شتاء آخر
..يقف أمامها .. بصوط خفيض يتحدثان .. هى حضرت لتأخذ باقى أشيائها من بيتها المجاور له لتنتقل ألى بيت آخر .. دموعها منهمره بغزاره رغم محاولاتها للثبات ... يداها خلف ظهرها كأنها تقيدهما كيلا يندفعا منها لعناقه .. و هو أمامها .. يخشى النظر فى عينها .. و يتمسك يآخر محاوله يائسه لحبس دمعه حاره تفلت من عينيه .. انا طلبت نتجوز .. مش باقول حاجه وحشه .. أنتى .. -تقاطعه ..محمد أرجوك .. ماتصعبش عليا و على نفسك الموقف .. -أنا .. أنتى عارفه أنتى أيه بالنسبه ليا و لأولادى ؟ .... -تقاطعه بصرخه ضعيفه متوسله .محمد أرجوك .. مابنفعش .. ماينفعش .. -..... -تحتبس الكلمات فى حلقه .. و تفلت دمعته .. تنظر فى عينيه و الألم انفجر الآن من صدرها لملامح وجهها .. و تقول بصوت يشبه النزاع الأخير قبل الموت ..ماينفعش يا محمد .. ماتعذبنيش .. و تستدير لتنصرف .. -ينظر أيها و دموعه قد خرجت عن السيطره ..
الأم شبه مستسلمه .. طيب بس ماتتأخرش و ماتقولش مش عاوزه أنام .. يفتح بابه و تدخل الطفله .. و يساعد الأم فى فتح بابها لتدخل مشترواتها ..
هو و الطفله يجلسان على الأرض قرب بابه المفتوح .. و يمسك بيده طبق به بعض السندويتشات التى أعدها .. يطعم الطفله بيده .. و هى تلتهم طعامها مستمتعه .. و تداعب القطط فى نفس الوقت ,, الأم تطرق بخفه على الباب المفتوح .. تبتسم .. ثم تقول .. متهيألى كفايه بقى أنتى لعبتى كتير .. ننام بقى ..؟الطفله المطيعه و بتشجيع من عمو و تذكير بوعدها .. حاضر .. تنهض لأمها .. ثم تعود خطوتين .. تلقى بقبله على خد عمو الطيب .. يبتسم للأم .. و تبتسم هى له .. و هى تبتعد بعينيها بعد نظره خاطفه مباشره لعينيه ..بعد عدة أسابيع ..يوم جمعه .. يعود بعد الصلاه بصحبة أبنه و أبنته من عند أمهما .. لقضاء الزياره الأسبوعيه معه فى البيت .. على السلم .. الطفله تفتح الباب .. ابنته المراهقه تحب الطفله تحتضنها .. الأم تظهر من خلف الباب .. تحيات .. سلامات .. ابنته المراهقه تحتضن الطفله .. و تدعوها للعب مع القطط .. و الغذاء معهم .. الأم تقول أنه لا لزوم للتعب فقد جهزت الأكل بالفعل للطفله .. الأبنه المراهقه
..ياطنط سيبيها تتغدى معانا .. أنا باحبها قوى و الله .. اقولك تعالى أنتى كمان اتغدى عندنا .. - يلتقط هو خيط الحديث ضاحكا ببساطه ..
لأ تتغدى عندنا ده أيه ؟ مش قالت عندها أكل انا حتى شامم ريحة ملوخيه .. تجيب الملوخيه و تيجى تغدينا هى ضحكات متباسطه .. المراهقه تسحب الطفله المتقافزه فرحا لداخل بيته لتلعب مع القطط .. و يبقى بابه مفتوحا .. و بابها أيضا ..بعد ساعه تقريبا .. الجميع فى منزله و الأبواب مفتوحه .. أبنه تطوع بعمل الشاى بعد الغذاء .. الطفله تجلس بجوار المراهقه تحتضن القطط .. و هو و هى .. يجلسان على مقعدين متجاورين .. انتظارا للشاى .. و الحديث العائلى ..عدة أسابيع أخرى .. خلال أجازة نصف العام .. يتكرر الغذاء .. بترتيب مسبق هذه المره .. أحضر معه من ألأسكندريه سمك و جمبرى و كابوريا و هى طبختهم .. و تغذى الجميع عنده .. بعد الغذاء دعوه منه بألحاح من ألأطفال ( ابنته و ابنه و ابنتها ) يخرجوا جميعا فى سياره واحده لتناول الحلوى و التمشيه قليلا ..بعد سويعات .. المراهقه تمشى مع الجاره .. يتفرجان سويا على فاترينات الحريمى فى السوق التجارى و يتناجيان حول أشياء و بضائع لا يرغبان فى الحديث عنها أمام الرجال ( الجار و ابنه ) .. هو يمسك بالطفله و هى تتناول الأيس كريم و يتفرجان على أبنه الذى على وشك المراهقه وهو فى محل ألعاب الفيديو يوم جمعه آخر .. هو و اولاده يدعوان الجاره و ابنتها لرحلة سفارى قريبه .. فى وادى دجله .. المحميه الطبيعيه القريبه من المنزل .. شواء بسيط و لعب حتى الأنهيار .. طيارات ورق .. جمع حطب .. أشعال نار قرب المغرب .. العوده منهكين .. ثم دعوه على فناجين الكاكاو الساخن أثناء مشاهدة فيلم .. فى منزلها ..فى أجازة الصيف .. سافر أولاده مع أمهم ألى الساحل الشمالى .. و الطفله أيضا ذهبت لزيارة عمتها فى الأسكندريه لأسبوع .. . أتصال تليفونى هذه المره .. لا يذكر من أتصل بمن .. شكوى من الوحده بدون ألأطفال .. و أرهاق العمل فى الصباح .. ثم بجرأه محببه .. يدعوها على العشاء فى بيته .. تأتى ..موسيقى ناعمه جدا .. شمع فى أركان المنزل .. باقة ورد اشتراها صباحا توزعت فى فازات فى الصاله .. عشاء بسيط لكنه محبب .. هى حضرت بزى محتشم لكنه يظهر أنوثتها هذه المره .. هو أصر على ارتداء ملابس شبه رسميه أظهارا للأحترام و حفاظا على الأمان الذى قدمه لها من قبل بعد العشاء .. مشروب دافىء حميم .. و حديث متواصل .. صوتهما آخذ فى الأنخفاض .. و هدوء للأنصات للموسيقى .. و نظره من البلكونه المفتوحه للجبل البعيد و الليل الهادىءالموسيقى دى رائعه .. -فعلا .. متهيألى دى لأغنيه مشهوره .. -أيوه .. جو داسان .. -ياااااه .. كنت باحبها قوى زمان .. و تسرح فى الفضاء خارج البلكونه -تنتهى الأغنيه .. يعيدها مره أخرى ..و يرفع صوت الموسيقى بعض الشىء .. تزداد ابتسامتها دون أن تنظر أليه .. ينهض مقتربا منها .. يمد يده لها .. تنظر بتساؤل .. يستمر فى مد يده .. تمد يدها و هى جالسه على استحياء ..تستقر يدها الرقيقه فى يده الممدوده ..ترقصى ؟؟ -ما اعرفش .. و بعدين .. اصلى .. يعنى أنا مش متعوده .. -يبتسم و يده مازالت تحتوى يدها ..- .....................بعدين مش مفروض أصلا أكون معاك هنا .. يعنى .. دلوقتى .. -محتضنا يدها بيده برقه .. و أبتسامته تتسع بحنان ..و فى عينيه ذات النظره الأبويه التى نظرها
لطفلتها حين كانت خائفه من القطه الشرسه
.. (اصل .. يعنى . ( تبتسم و تنظر للأرض تخفى ابتسامة الرضا .. -يجذبها برقه .. تنهض .. يجذبها بهدوء الى صدره ..أصلى .. يعنى مش باعرف أرقص .. -يحتوى كيانها بين ذراعيه .. و الموسيقى تتغلغل فى خلاياهما معا .. تذيبهما .. .. الآن تنظر فى عينيه مباشرة .. تغرقها نظراته الحانيه .. و تذيبه نظراتها الرقيقه .. و الموسيقى تنساب حولهما ..بعد عام .. فى شتاء آخر
..يقف أمامها .. بصوط خفيض يتحدثان .. هى حضرت لتأخذ باقى أشيائها من بيتها المجاور له لتنتقل ألى بيت آخر .. دموعها منهمره بغزاره رغم محاولاتها للثبات ... يداها خلف ظهرها كأنها تقيدهما كيلا يندفعا منها لعناقه .. و هو أمامها .. يخشى النظر فى عينها .. و يتمسك يآخر محاوله يائسه لحبس دمعه حاره تفلت من عينيه .. انا طلبت نتجوز .. مش باقول حاجه وحشه .. أنتى .. -تقاطعه ..محمد أرجوك .. ماتصعبش عليا و على نفسك الموقف .. -أنا .. أنتى عارفه أنتى أيه بالنسبه ليا و لأولادى ؟ .... -تقاطعه بصرخه ضعيفه متوسله .محمد أرجوك .. مابنفعش .. ماينفعش .. -..... -تحتبس الكلمات فى حلقه .. و تفلت دمعته .. تنظر فى عينيه و الألم انفجر الآن من صدرها لملامح وجهها .. و تقول بصوت يشبه النزاع الأخير قبل الموت ..ماينفعش يا محمد .. ماتعذبنيش .. و تستدير لتنصرف .. -ينظر أيها و دموعه قد خرجت عن السيطره ..
و بصوت بكى حقا بلا خجل ..
مش هانساكى يا كريستين .. -
posted by lastknight تأليف فارس قديم
مش هانساكى يا كريستين .. -
posted by lastknight تأليف فارس قديم
14 Comments:
At 3:10 PM, 3rby said…
انتوا بتضحكوا علينا ولا ايه؟
يا عم لاست نايت جبل قريب ايه وتحت الشجرة يا وهيبة ايه بس
صعب اصدق اان العلاقة ديه موجودة لسه
يعني اول مادخلت الشقة وبدأوا يرقصوا قلت ده هايقلب المغتصبون...وبعدين تروح خاتمها بماتعذبنيش يا محمد
بعدين يا جدعان بدل مايبقي فيه يوزر واحد ممكن اوسه تعملكم دعوه ويبقي كل واحد ليه باس ورد زي عندنا في البلوج
انا هازعل يا اوسه بجد لو مافطرتيش معانا
ماتخفيش مش هاقولك اتجوزيني
ولا انا اسمي احمد ولا انتي كريستين:)
At 3:12 PM, 3rby said…
This comment has been removed by a blog administrator.
At 9:52 PM, LAMIA MAHMOUD said…
والله انا في الاخر بعد كمية الرقة والمشاعر دي كان نفسي افهم ما اتجوزوش ليه
وبعدين ثواني دول محمد وكريستين عادي ممكن يتجوزوا فهمهم كده
At 7:41 AM, Anonymous said…
تاني احب اسجل اعجابي الشديد بالبوست ده اللي سبق ان قرأته عند فارسنا العظيم ...و المفاجأة اللي في الاخر قوية جدا
اما الاسلوب و السرد
فهو فارس بحق
:)
At 5:10 PM, Adel said…
رائع رائع رائع عاش الفارس القديم وعاشت تفانينه هو ده الكلام ومش مهم اتجوزوا ولا اتنيلوا ما احنا كلنا اخدنا زنب في حياتنا اشمعنى سي محمد ده اللي هايتنصف ههههههههههه والله روعه وتخيل فوق المبهر وجدعة يا اسئوسة انك نقلتيها هنا كمان
At 6:31 PM, lastknight said…
الى عربى
لا تعليق
___________________
ألى لمياء محمد
شكرا للتعليق .. لم يتزوجوا ببساطه .. لأنها مسيحيه و لها أبنه .. و بالتالى فهى غير مطلقه .. و فى حالة زواجها من مسلم ستحرم للأبد من أبنتها .. كما ستحرم أيضا من أهلها ..
_____________________
العفريته الصغننه .. أبنتى الحبيبه أبيتاف
شكرا مره أخرى لتعليقك .. و جميل أنك فعمتى المفاجئه
_____________________
المزاجانجى الرائع
و الله يا أخويا المسأله فى الحاله دى مش زنبه بس .. دى نهاية مشاعر أنسان و أنسانه .. حطام بشر .. ولسبب لا يستطيع أيهما التعامل معه
At 8:58 PM, Gbalawy said…
الفارس الجميل
بصراحه وبجد انا اتخيلت كل حاجه ورسمتها صح او بمعنى اصح انت رسمتهالى صح لدرجه انى سمعت الموسيقى فى وسط الكلام
اما بالنسبه للنهايه
قبل النهايه وانا بقول ليه مينفعش ليه؟ مفيش سبب فى الدنيا يخليهم كده
بس بجد طلع فيه سبب
نهايه رائعه مؤلمه حزينه ولكن فعلا هى نهايه
تحياتى لاوسه على مشاركتها لنشر القصه
ويجعله عامر
At 4:42 PM, 3rby said…
خلاص يا عم انت زعلت ولا ايه..ألقصة حلوة...انا بس كنت باقول انها مش واقعية
At 3:10 PM, lastknight said…
الجبلاوى الرائع
شكرا لتعليقك و أحساسك ..و أنا زرت مدونتك و علقت فيها .. و ربنا يستر
____________________
ألى عربى
شكرا لتعليقك
At 3:32 AM, BackBone said…
بجد حلو قوي الوصف والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة من نظرات العيون و الباب المفتوح و المشروب الساخن
اسلوبك بيتمتع بجزء من الرمز و انا بستمتع قوي بالاسلوب ده
At 4:01 PM, lastknight said…
باك بون
شكرا على أطرائك ..و أحيى فهمك للرموز
At 12:02 AM, Adel said…
بص يا عم فارس هي الدنيا كده ما تديش عايز وتدي الحلق للي بلا ودان ملك ومقسمه سيدك خليها عليك المرة دي بس بجد انا عارف مين محمد تصدق؟
At 4:58 PM, lastknight said…
المزاجانجى
أعترف أنى مثلت شخصية محمد فعلا فى حياتى الحقيقيه .. أى خدمه ؟؟ هاهاهاهاه
At 10:25 PM, bembo said…
بصراحه الله ينور على الوصه والتعبير انا حسيت انى كنت عايش فى القصه
ومعشان كده مش خساره فيه الكومنت ده
Post a Comment
<< Home